تحرير : عمرو القزاز / ترجمة : اسراء عبد اللطيف
بدأنا أمس في نشر الجزء الأول من ترجمة تقرير هوتسويت عن توجهات وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2018 بعرض منهجية التقرير وأبوابة وملخصه التمهيدي.
وفي هذا الجزء نعرض لكم لمحة عن توجهات مواقع التواصل الاجتماعي في 2018 مقدمة من خلال هوتسويت
1- طفرة في زيادة العائدات الاستثمارية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي
توقعنا منذ أعوام أن تفقد مقاييس التفاعل جدواها في 2018، وها نحن نرى هذا الانتقال الموعود يتحقق أمام أعيننا.
المختلف أنه بينما استخدمت بعض المنظمات مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة التفاعل مع العملاء من خلال تسويق المحتوى، تسعى العديد من المنظمات الأخرى لاكتشاف قيمة التواصل الاجتماعي مع العملاء في مراحل مختلفة من التعامل.
فبالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد المنظمات في زيادة التعريف بالعلامات التجارية فإنها كذلك تسهم في تحقيق أهداف أخرى مثل تقليل كلفة خدمة العملاء وتتبع الصورة الذهنية للعلامة التجارية، وتقليل المخاطر، وجذب انتباه الموهوبين، والحصول على رؤى اجتماعية تساهم في تكوين تحليلات الموردين.
إلا أن هذا التطور يستلزم مقاييس جديدة وشكلأ جديدا من التعاون بين استراتيجيات التواصل الاجتماعي والتحديات العملية الاكثر إلحاحا بالنسبة للمنظمات التجارية.
2- الهاتف المحمول يغذي نمو فكرة “التليفزيون الاجتماعي”
استخدام الهاتف المحمول، وجذب انتباه المتابعين، وتشويق المحتوى المتجدد؛ عوامل أدت إلى تسارع استهلاك محتوى الفيديو.
قديما، كانت القاعدة التسويقية الرنانة أن العلامات التجارية ينبغي أن تكون ناشرة لمحتوى ما، أما في 2018 فإن شبكات التواصل الاجتماعي ستشجع العلامات التجارية على تبني محتوى قابل للبث كمقاطع الفيديو وبرامج أنماط الحياة الشائعة على شبكات التواصل الاجتماعي.
قد لا يتسنى لجميع المنظمات التجارية أن تصيغ محتوى مناسبا لما تقدمه من منتجات أو خدمات، وقد لا تكون المقاييس الحالية التي يقاس بها تفاعل المتابعين مع الشبكات الاجتماعية مثل عدد مشاهدات الفيديو ومعدلات التفاعل الأخرى مناسبا لتحقيق أغراَ منظمة تجارية بعينها، إلا أن هذا يشكل فرصة للإبداع وإيجاد طرق تسويقية جريئة وجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للفت أنظار المتابعين.
56% من المشاركين قالو بأن عدم استطاعتهم لإثبات عائدات الاستثمار على مواقع التواصل الاجتماعي شكل صعوبة لدى منظماتهم لتحقيق نجاح ملموس من خلال تلك المواقع.
3- تراجع الثقة، وتنامي تأثير المؤثرين
كان العام 2017 صاخبا، حيث شهدنا سيولة ضخمة من الأخبار الكاذبة التي تذاع للجماهير، كما شهدت تفوق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير متوقع على الإعلام التقليدي وتراجع ثقة الجماهير في المؤسسات الإعلامية التي تشكل التوجه الإعلامي العام.
ومع تنحية السياسة جانبا، فإن تلك التغيرات الثقافية والتكنولوجية قد أثرت بشكل كبير على كل من الأعمال والمستشمرين.
وقد أوضح إيدلمان في دراستهم العالمية أنه ولأول مرة في التاريخ تتماثل ثقة العملاء في رأي المؤثرين مع ثقتهم في آراء الخبراء التقنيين، وتتفوق ثقتهم في كل منهما على ثقتهم بمدراء المؤسسات والحكومات والأكاديميين.
كما أصبح رواد التسويق أكثر ريبة حيال جدوى مقاييس التأثير المتضخمة، وأكثر تخوفا من أن تذهب أموالهم إلى حسابات يحركها الذكاء الاصطناعي بدلا من أن تصل إلى مستخدمين بشريين.
من الواضح أننا ننتقل من الثقة في المؤسسات والمقاييس الافتراضية والمشاهير ذوي التأثير واسع النطاق في اتجاه عوالم أصغر وأكثر واقعية، حيث يزداد ثقل مناصري العملاء، والتجمعات الاستهلاكية الأصغر والموظفين العاملين.
قال 33٪ من المشاركين أن عدم قدرتهم على إثبات العائد من الاستثمار في التسويق من خلال المؤثرين جعل من الصعب على مؤسستهم أن تكون ناجحة مع وسائل الإعلام الاجتماعية.
4- التقاء العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي
تطورت الآلات واكتشف المسوقون أنها من الممكن أن تكون مفيدة جدا، إلا أن الخطر الكامن في استخدام الذكاء الاصطناعي هو الانقياد خلف هذا التوجه دون مراقبة التغيرات التي بإمكان الذكاء الاصطناعي إحداثها في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك أكثر من 100 ألف حساب مراسلة مدار بواسطة الذكاء الاصطناعي(bots) بنسبة زيادة بلغت 233% مقارنة بالعام الماضي الذي سجل استخدام 33 ألف حساب، لكنه ليس من الواضح بعد هل سيستجيب العملاء لمثل هذه الأدوات الغير بشرية أم لا.
بينما يظل الذكاء الاصطناعي توجها مستقبليا، إلا أن المسوقون يتوقعون حصاد بعض النتائج في 2018، فعلى سبيل المثال، قام فيسبوك بنشر بعض التوقعات التحليلية لمساعدة المسوقين أن يكونوا رؤى تسويقية بشكل أسرع.
تحاول محركات البحث الآن استخدام التعليم الآلي لمساعدة المستخدمين في إجراء بحث باستخدام الصورة بدلا من الكلمات المفتاحية، وهي نقلة ستعيد تعريف مستقبل البحث عن المنتجات عن طريق الانترنت.
٥- بيانات التواصل الاجتماعي بين الوعود والحقيقة
لطالما سمعت المنظمات عن أهمية الانصات الدقيق لرؤى العملاء من خلال بيانات التواصل الاجتماعي، إلا أنهم أدركوا أهمية دمج البيانات التي يحصلون عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مع أنظمة تحليلية أخرى أو أن يكونوا رؤى مفيدة من خلال أطنان المعلومات المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتطلب جهدا ومصادرا أكثر بكثير مما تصوروا في البداية.
في 2018، تظل الآمال معلقة على التواصل الاجتماعي كذلك إلا أن المنظمات ستحتاج إلى إعادة حساباتهم من حيث الجهد والمصادر الواجب استثمارها لتحويل البيانات التي يحصلون عليها من مواقع التواصل الاجتماعي إلى رؤى استهلاكية حقيقية يمكننا الاعتماد عليها في العمل.